الطفل الغيور تتشكّل الغيرة لدى الطفل عند اجتماع الغضب والخوف وحبّ التملك في قلبه معاً، حيث يشعر بأخذ شخص آخر لما يعتبره ملكاً وحقاً له وحده، ومن الجدير بالذكر أنّ الغيرة ليست مرضاً، إنّما ألم داخليّ ومعاناة حقيقية يعيشها الطفل جراء المنافسة بينه وأحد أقرانه، والذي يرغب نهاية في الانتصار والسيطرة وتحقيق ما يريد.
على الأهالي التعامل بشكل سليم مع هذا النوع من الأطفال للحدّ من آثار الغيرة السلبية عليهم وعلى المحيطين به، وفي المقابل إنّ إهمال شعور الطفل أو معاملته بقسوة يعزز المشكلة، ويولّد الرغبة لديه في الانتقام.
كيف أتعامل مع طفلي الغيور - المساواة بينه وباقي أخوته حتّى في القُبلة، فتمييز الأهل دون علم بين الأطفال والناتج عن اختلاف قدراتهم وطباعهم يزيد الغيرة فيما بينهم، فمثلاً لا يجدر الثناء على أحد الأبناء لتفوّقه ولوم الآخر بسبب فشله دراسياً.
- تهيئة الطفل الأكبر لاستقبال المولود الجديد، عن طريق إخباره قبل موعد الولادة بشهر أو اثنين عن قدوم أخ جديد جميل يشبهه.
- طلب مساعدة الطفل في رعاية المولود الجديد، سواء في تحضير طعامه، أم إحضار لوازمه، أم اللعب معه، على ألا يكون فيها أي ضرر لأي من الطفلين.
- إشعاره بأهميته، وأنّ أهله يفكّرون به دائماً، فمثلاً بالإمكان إخفاء بعض الهدايا له في البيت، ثمّ إظهارها بعد الولادة الجديدة مباشرة، ليشعر أنّ عائلته لم تتخلَّ عنه.
- الابتعاد عن توبيخه في حال أظهر غيرته، وترك الحرية له في التعبير عن شعوره وإخراج الحقد والغيرة دون أن يُلحق أذىً بأخيه الصغير. يفضّل شراء دمية كبيرة للطفل كي يصبّ عليها غضبه عند انفعاله بدلاً من كبتها داخله.
- تلبية رغباته، وأن تتولّى الأم تقديم الطعام له بنفسها؛ للتخلّص من تقليد أخيه الأصغر.
- إرضاء غروره وأنانيته عندما يطلب من أحد والديه أن يكون حكماً بينه وبين أخيه الأصغر ليختاروا أيهما الأقوى، أو الأفضل، أو الأجمل.
- الاعتدال في المعاملة دون تمييزه بشكلٍ مبالغ فيه؛ فلهذا التصرّف له آثار عكسية تزيد الغيرة لا تحدّ منها.
- الابتعاد عن العقاب الجسدي؛ لأنّه يُبدي شعوراً بالإحباط ورغبة في الانتقام.
- توجيه النصائح والتنبيهات لكلّ طفل لوحده لا أمام أخوته.
- عدم التدخّل في مشاجرات الأبناء البسيطة التي لا تتسم بالعنف، وتركهم يحلّونها بأنفسهم، أمّا إذا تحوّلت إلى اقتتال فعلى الأهل إيقاف هذا السلوك على الفور وتوجيه الإرشادات لهم.
- إيضاح السلوك الخاطئ بلغة بسيطة ومفهومة وبحنان، مع الإشارة له بأنّ له مكانة وأهمية لن تتغير مطلقاً مهما حدث.
- الابتعاد عن جعل علامات الغيرة مصدراً للفكاهة، بل على الأهل إقناع طفلهما بأنّ الصغير لا يزال بحاجة للاهتمام والرعاية لبعض الوقت.